يائس مثل عود يابس/ بقلم: صباح سعيد السباعي

يائس مثل عود يابس/ بقلم: صباح سعيد السباعي
ـــــــــــــــ
بسيط كطفل، يائس مثل عود يابس
من الغريب ساعة وقوفي؛ تحت قنديل طريق فرعي، مرور امرأة تسألني: هل يعرف القنديل كنه ذاته هل يرى ضوءه؟!
حملني سؤالها إلى ما لا نعرفه، إلى المعرفة بحد ذاتها.
هذه الليلة، القمر بدر، هذه الليلة كنتُ أمشي وحيدًا، توقفتُ هنا عند قنديل
هذا ما أعرفه، هل يعرف شخص غيري في الناحية الأخرى عن لحظتي الآنية، عن مكاني؟
ما لا أعرفه عنه أنا أحاول تكهنه أو تخيّله.
تخيلته يقصّ أكمام قميصه ليجدده، تخيلته يهرب من أسئلة حبيبته المتكررة عن ماضيه، عن آخر جملة قالها لغيرها، وهي ترمي كلماتها على فراغ بأنها يومًا ما كانت تقطف العنب وجدّها يعصر نصفه، ويجفف الباقي.
وذات صباح وجدتْ نفسها في طريق صحراوي تحمل كيسًا خفيفًا من الأمتعة
بعد دفن جدّها، هي لا تعرف والديها فتخيّلت جزيرة بعيدة ستسافر إليها لتحضنهما.
تخيلتني أهمس لها: لا تصدقي تصورك
أنت هنا حالة عابرة في زمن متوقف ينتظر تحريكه.
أعود إلى موقفي سائلًا: أين أعشاش الحمام؟
أين قنديل الحياة؟
لماذا تركتني أغوص وحدي في الحياة
وأنت تفرغ زجاجة الماء بدل أن تسقي
الدالية؟
أعود إلى موقفي واعيًا، هذه السيدة التي سألتني هي بطلة قصتي، التي أنهيتُ حياتها تجسدتْ في ليلة هاربة معي في أزقة لاتعرف إلا شتاتي.
موقفي مشهد سياحي يستدعي مصوّرا
يلتقط صورة لمجلة عنوانها، هنا أجمل مكان
لشيء لايشبه إلا نفسه.
صباح سعيد السباعي